أعلنت جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقا) يوم السبت، أن مؤتمر أستانا الذي سيعقد في كزاخستان في 23 الشهر الجاري، هو جزء من "المؤامرة ضد الثورة"، مبينة أن " المسار السياسي الذي واكب الثورة منذ بدايتها لم يكن يخدم أهدافها، بل كان سلسلة من المؤامرات المتتابعة"
وقالت الجبهة في بيان لها أن "حق التفاوض في الاستانة حول مصير البلد والناس لا يملكه أحد بعينه، ولا يحق لفئة آو مجموعة أن تقوم بهذا الدور دون كامل أطياف الثورة والجهاد الفاعلة، وإن من يغامر بمصير الساحة ويتجاوزها عليه أن يعي ذلك ويدركه في المستقبل"، رافضة بشكل قاطع أن "يتم بيع تضحيات أهل الشام في (سوق النخاسة) في الأستانة لقاء الحفاظ على مصالح هذه الدولة أو تلك".
واوضحت الجبهة أنها "ليست ضد أي اتفاق لإيقاف قصف المدنيين والإفراج عن الأسرى، ودعم المناطق المحاصرة بالمساعدات الإنسانية، إلا أنها لا ترضى آن يستخدم ما سبق شعارات ومواضيع تجميلية تخفي في ظلالها ما اسمته (بيع الشام وإفشال جهاده وثورته)"، معتبرة أن "وجود روسيا كطرف دبلوماسي وسياسي ضامن وراعي لمفاوضات الحل في استانة هو إذلال صارخ لتضحيات أهل الشام، وأن مجرد الذهاب للأستانة هو رضى مباشر أو غير مباشر ببقاء المجرم بشار الأسد على رأس حكمه".
واشارت الجبهة الى أنه "وبعد سقوط حلب أدى تغير الواقع السياسي والعسكري إلى تغير في التعاطي الدولي والإقليمي لصالح المحتل الروسي ضد الثورة، الأمر الذي أثر سلبا في مواقف من تصدّر المعارضة السياسية وكذلك الفصائل التي تربطها علاقات مشتركة مع دول الجوار، ليتحول الأمر من خوض غمار السياسة لتحقيق أهداف الثورة إلى الحفاظ على مصالح الفصائل مع الدول الداعمة لها على حساب تضحيات أهل الشام.
وتابعت بأن "تلك الدول التي تضغط اليوم على المعارضة لحثها على الذهاب، هي نفسها من آثرت تفرق الفصائل وهددت الفصائل وخوفتهم من الاندماج والاتحاد مع جبهة فتح الشام، رغم ما قدمنا من تذليلات وتسهيلات بغية الوصول الكيان قوي عسكريًا وسياسيا يحمي الساحة في الداخل ويحفظ أهلنا، إلا أن الحفاظ على مصالح الخارج كان أولى بكثير لدى تلك الفصائل، فتم تحريم الاندماج وأصبحت المصلحة الراجحة في البقاء متشرذمين متفرقين.
ومن المقرر ان تعقد مفاوضات استانة المزمعة في منتصف كانون الثاني, بحيث سيمثل وفد المعارضة كل القوى الموجودة على الارض باستثناء تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش", بحسب ما اعلنته موسكو, حيث أبدت كازاخستان استعدادها استضافة المفاوضات السورية في العاصمة آستانة, لكنها اشترطت التزام جميع الأطراف باتفاق الهدنة مقابل إجراء المفاوضات.
وسبق لـ جبهة "فتح الشام", التي كانت تسمى بجبهة "النصرة", ان انتقدت اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا, الذي دخل حيز التنفيذ بداية الشهر الجاري, مشدداَ على أن الحل هو "بإسقاط النظام عسكريا".
واستثنى اتفاق وقف النار الشامل في عموم سوريا تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش)، و"جبهة النصرة".
ويشارك في الاتفاق, بحسب وزارة الدفاع الروسية الفصائل "المعتدلة" ومنها "الجيش السوري الحر" و"فيلق الشام" و"احرار الشام" و"جيش الإسلام" و"ثوار اهل الشام" و"جيش المجاهدين" و"جيش ادلب" و"الجبهة الشامية".
سيريانيوز